العالم الان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العالم الان

منتدى إخبارى لكل العالم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 د. يحيى العريضي : كلنا شركاء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 572
تاريخ التسجيل : 30/09/2014

د. يحيى العريضي : كلنا شركاء Empty
مُساهمةموضوع: د. يحيى العريضي : كلنا شركاء   د. يحيى العريضي : كلنا شركاء Icon_minitimeالخميس أكتوبر 09, 2014 6:41 pm

للمكعب ستة وجوه؛ ويمكن أن تكون المكعبات دموية وخاصة في الحالة السورية. ما كان “النظام” ليصمد ويستمر في الغوص بدماء السوريين كل هذا الوقت لولا التجاذبات والتناقضات والاهتزازات التي شابت مواقف وسلوك أوجه المكعب الأخرى (روسيا / تركيا / إسرائيل/ إيران / العرب / وأمريكا (التي تمثل الوجه الأعلى للمكعب الدموي)، حيث تحوّل كل واحد من هذه الأوجه إلى صفيح من نار حارقة أحيانا، أو شبكة أمان انقاذية أحيانا اخرى، أو مزيج من الأمرين في ثالثة؛ لتأتي أخيراً ساعة الحقيقة الصاعقة ويطبق المكعب على القاتل.



شكّل الوجه الروسي شبكة الأمان لنظام دمشق. أضحت روسيا الحاكم بأمرها والدرع الحامي للنظام على الصعيد الخارجي … كثيرون اطلقوا على لافروف وزير خارجية النظام. احتكرت روسيا المسألة السورية، فأضحت مصدر استقواء واستكبار وعناد وتعنت للنظام، وتغطرس لداعميه .

النظام السوري ذاته لم يهاجم المعارضة كما هاجمتها القيادة الروسية، رغم استقبالها لها احيانا؛ حيث لم تكن تلك الاستقبالات إلا لنسف المصداقية وللتعنيف وزرع اليأس .

يعرف الجميع ان موسكو – وبتفويض من واشنطن – ملكت الحق الحصري في كل ما يتعلق بالمسألة السورية؛ ولكن في ظل مستجدات الأشهر الأربعة الماضية؛ وبعد استخدام موسكو في نزع السلاح الكيماوي لدى عصابة دمشق، وبعد نمو حالة الغطرسة البوتينية التي اوصلت حالة الوهم لديه إلى التمدد أوكرانياً؛ يبدو ان كل ما فعله نظام موسكو قد ارتد عليه. لا بد وان أمريكا قد ساهمت بتشجيعه على الغطرسة، فصدّق نفسه؛ لتأتي لحظة الحساب.؛ وما كانت إلا بمهارة أمرو-أوربية عالية ؛ حيث اتضح جلياً تركيز موسكو على مسالة محاربة الارهاب؛ فقامت موسكو بدَفَعَ نظام دمشق إلى أن ينسى كل شيء ويتمسك بهذه العبارة السحرية؛ فكان القرار 2170 الذي مرره الأمريكيون دون أن تعرف موسكو أبعاده التي ستطال مصنّع الارهاب صديقها في دمشق. وليتبع ذلك القرار 2178 الذي مُرر تحت الفصل السابع؛ فكانت الطامة الكبرى التي لم تستطع موسكو الانسحاب منها ؛ فهي على الدوام تحججت بالارهاب ودعت لمحاربته ؛ فلحقها الأمريكيون والأوربيون إلى باب دارها.

الآن الطائرات الأمريكية فوق رأس صاحبها في دمشق شرعياً ؛ الأمر الذي سعت ان تحول دونه لسنوات؛ فهي لا تمتلك الآن إلا البلاغة والتصريحات النارية علناً والتعنيفية سراً وهمساً لذبذبات وحيرة وورطة مجرميها في دمشق.

2-الوجه التركي لمكعب الدم لم يكن فقط الأطول جغرافيا والأشد ألما وإيلاماً للنظام- تماما بعكس ما كان عليه قبل آذار 2011. فها هو يتحول الى صفيح حام لهيبه يصل الى قصر المهاجرين دون انتظار تصويت البرلمان التركي وتفويض الجيش للقيام بعمليات عسكرية. لم يتحرك أردوغان بغريزة القطيع للانضمام للتحالف الدولي، فهو لم ينس تصريحاته وتحذيراته للحكومة السورية في بداية الأزمة بان ” حماة” اخرى غير مسموح بها؛ ولا نسي ذلك من سَمِعَه. قد يعتبر البعض تصريحاته الأخيرة مشابهة للخلبيات الأولى ؛ ولكن المسألة مختلفة الآن فمطلب التدخل شعبي، وداعش عنصر مكروه عالميا، وقبر سليمان باشا – رمز كرامة للاتراك، يستباح – ووضع أردوغان السياسي الداخلي يندر ان يتمتع به اي قائد في عالم اليوم. اردوغان كان الأصرح في التعبير عن لا جدوى قصف التحالف، الامر الذي يقتنع به العالم حتى القائمين عليه. أضف الى ذلك، توصيفه وتوصيفهم ضرورة القوات الأرضية ، واستعداده وأهليته لذلك وعدم استعدادية الأخرين وتركيزه على إزاحة الأسد، وتغافل الآخرين عن أس الارهاب ومصنعه. ومن هنا يأتي الاطباق على صناعة القتل والارهاب في دمشق عبر محاربة ميدانية حقيقية للبعبع الذي أرعب العالم، داعش.

3-الوجه الثالث الذي اعتبره النظام شبكة أمان استراتجية لم تكن إلا إسرائيل التي اعتقد وصرّح ان أمانه من أمانها عبر حدود الجولان. وفعلا ساهم ذلك بإطالة عمر النظام – لا حباً به من قبل إسرائيل بل لوظيفته المدمرة لذاته ولسورية في آن معا. فطالما ان النظام يدمر ما يمكن أن يهدد كيانها فالحفاظ عليه ضرورة؛ وعندما ينجز المهمة، فلا أسف عليه؛ وهذا ما حصل فعلا.

ومن هنا لعب النظام مختاراً أو مجبراً تلك اللعبة الدنيئة بضياع سلطته بالمطلق على خطوط الجولان، حيث أفرحه بغباء ان ” الإرهاب ” أصبح على حدود إسرائيل، ولا بد لها أن تستنفر، وقام باستغباء الجميع مرسلاً طائرة تتحرك بالمكان المحرّم إسرائيليا لاختبار استمرار مساندتها ولامتحان استشعارها للخطر أم لا؛ ولكن إسرائيل لم تعبأ ولم تكترث، بل قامت باسقاط طائرة الإختبار معلنة تغيّر قواعد اللعبة. وقد كان ذلك الأصعب الذي يمر به منذ بدء الأزمة السورية؛ فهذا الوجه الإسرائيلي لمكعب الدم يزلزل حليف الأمس ويجعله في مهب الريح أو عرضة للغرق؛ إنها حالة الانكشاف ونهاية معادلة : ” امننا من أمنكم “.



4- لم يكن الوجه الايراني للمكعب الدموي إلا الأقوى في االتحكم بامن السلطة ورئيسها في دمشق ، والممول، والداعم بالأسلحة، والمستشار، والمخطط، وصاحب فكرة القتل بالكيماوي، وصاحب فكرة الانتخابات والجيش الوطني والتاجيج الطائفي، ومهدد الداعمين العرب للثورة، والموازن للضغط التركي، والمنسق الاقليمي مع روسيا، والمعادي لأمريكا، وشريك المقاومة والممانعة، وصاحب عصابة حزب الله وميليشيات ابو الفضل العباس، ومدخلهما الى سورية، وفاتح جسور الاسلحة والارهابيين من العراق، وشريك البركس المزكّي للنظام فيها، والمعادي لاسرائيل مشافهة وجهرا وحليفها سراً…

هذا الذي فعل كل ذلك مصاب بخراب واهتراء داخلي : حجم هائل من ميزانيتة تذهب للقتل والقتلة؛ ملفه النووي يتعثر ويتحوّل إلى مصدر ابتزاز له؛ أجيره المالكي ينسف بغبائه ما انجزه في العراق لعقد من الزمن عبرتغول بالفعل الطائفي في العراق. وجه المكعب الدموي الأقوى هذا يجد ذاته ضمن إعصارات تفتح أبواب جهنم عليه بجبهات متعددة : شام/ عراق / يمن / لبنان / مصر / المغرب/ السودان/ امريكا الجنوبية / أفريقيا/ إضافة الى معارضة ايرانية تنشط بفاعلية وتأثير ؛ وفوق كل ذلك تناقضات بنيوية في أجيال السلطة أفقية وعامودية زادها اعتلال صحة المرشد.

الشمخاني مدير الملفات الاستراتيجية لإمبراطورية فارس ياتي الى دمشق، ليجد ان الخروف الذي تم تسمينه في دمشق في أسوأ حالاته: كل وجوه المكعب في حالة إطباق عليه. فتصريحات ومواقف نظام دمشق متناقضة ومتذبذبة ومهلهلة. يعنفه شمخاني؛ تعتل صحته؛ يهتز بشكل غير مسبوق في وقت أكثر ما تحتاجه إيران ألا يكون معتلاً؛ فالابقاء عليه واقفا على قدميه ضرورة للتمكن من البيع والمصافقة …. ولترميم الفجوات في الجدار الايراني؛ ولكن في نهاية المطاف لا بد للوجه الايراني لمكعب الدم من الاطباق عليه كما تطبق الوجوه الأخرى.

5 – كان الوجه العربي في المأساة السورية الأكثر اهتزازا، ففي جانبيه صفيح ملتهب : واحد على النظام يتمنى أن يقتلعه من جذوره، وآخر دروس ترعيب لشعب تلك البلدان العربية بأن أي تحرك شعبي سيكون مصيره كمصير الشعب السوري ؛ وبالمجمل لم يكن هناك قلق لدى الوجه العربي للمكعب من رمي الطفل بوسخه بدلاً من تنظيفه؛ ومن هنا رأى ذلك الوجه المريض أنه إن كان لا بد لزوال النظام من زوال سورية ككيان، فلا مانع. لن تجد بتاريخ البشرية أسرة تتعامل مع أحد أعضائها بهذه الطريقة الإجرامية. الصفيح داخل المكعب الدموي وصفيح الوجه العربي( الأسرة) جعلا الانسان السوري يفضل الغرق في البحار على أن يتواجد في بلد عربي؛ لأن ذلك التواجد لم يكن متاحا؛ وإن توفر، يكون مهيناً. وجه مكعب الموت العربي قرر أخيرا الإطباق؛ ربما بعد التيقن ان سورية الكيان لن تقوم لها قائمة.



6 – الوجه الغطاء لمكعب الموت ليس إلا امريكا التي يستطيع النظام تحمل جفاء وغضب وقطيعة روسيا أو ايران أو أي جهة اخرى؛ ولكن لايمكنه احتمال جفاء أو غضب أو قطيعة حقيقية جادة لا استعراضية – إعلامية معها.

لأول مرة منذ نشأ؛ يستشعر النظام في سورية خطراً وجودياً حقيقياً. كل ماجرى من مناكفات وتعكر أجواء بينه وبين أمركيا خلال أربعة عقود لم يكن إلا سحابات صيف تهدف في كثير من الأحيان إلى تعزيز موقفه في ” الممانعة والمقاومة “. أقصى درجات الجدية بينهما كانت طلباً في تغيير لسلوك النظام عندما كان يرسل إرهابيين إلى العراق. كان هدفه ابتزازي، فطلبت منه أمريكا تغيير ذلك السلوك، وكان لها ما أرادت؛ فأصبح السلوك الأرهابي يُوجَّه حسب إرادة الإدارة الأمريكية. خلال سنوات الدم السورية مررت له أمريكا كل شيء حتى استخدام السلاح الكيماوي على شعبه . الآن لا بد ان عملية إطباق السقف ووقوعه عليه أمر جاد جدا . مكعب الموت يطبق على القاتل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://news2000.yoo7.com
 
د. يحيى العريضي : كلنا شركاء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
العالم الان :: الاخبار السياسية :: سياسة عربية-
انتقل الى: