سامي عبدالراضي يكتب: كيف تعامل الأطباء والنيابة مع الفتاة "النصف راجل"

لمن تابع طوال يومين كاملين ما نشره "الوطن " موقعا وجريدة، في قصة الفتاة التي خلقها الله بـ"عيب خلقي".. ونصفها الأسفل به أعضاء ذكورية والعلوي بالوجه والرأس والشعر لأنثى..
لمن قرأ العنوان فقط أو تابع التفاصيل بعناية.. لمن لم يتابع وسمع فقط.. لمن لم يعرف كيف تعامل أطباء مستشفى الزهراء الجامعي بعيدا عن "ضمير وقلب" الطب ومهنته وقانونه وأعرافه..
لمن لم يتابع كيف تصرف ضباط شرطة الوايلي مع الأمر.. وكيف كان السجناء أكثر رحمة من "السجانين" وقدموا طعاما للفتاة عقب 48 ساعة من احتجازها.. لمن لم ير الفتاة في النيابة ووكيل النائب العام.. نائب عام الشعب يرفض أن تجلس الفتاة على مقعد لمدة ساعة واثنين وثلاثة.. وهي تقول له: "خرجوني من المستشفى وعندي جرح في صدري.. وتعبانة".. لكنه لم ينتبه، قالت عنه: "شاب صغير وشايف نفسه وزعلانة منه".
إلى المستشار هشام بركات النائب العام.. إلى وزير الصحة ومسؤولي جامعة الأزهر.. إلى كل صاحب ضمير.. إليكم جميعا.. الفتاة الآن في الشارع أثناء كتابة هذه السطور بالقرب من نيابة الوايلي تطلب من رئيس النيابة أن يعطيها بطاقتها الشخصية.. البطاقة التي تثبت أنها أنثى وتمنع اي شخص من القبض عليها لأنها ترتدي ملابس أقرب للنقاب حتى لا يتعرف عليها أحد واتصلت بي وهي تقول :" بتحاكموني على إيه ..أنا هانتحر وأروح لربنا هو عادل أكثر منكم".
الفتاة تقف حائرة.. لا تعلم ماذا تقول لشرطي يستوقفها بعد أن ارتدت "نقاب" يحميها من نظرات الناس.. ماذا لو سألها عن بطاقتها الشخصية.. كيف ستشرح له وهي لا تملك بطاقة أنها دخلت مستشفى الزهراء.. وعاملها الأطباء بقسوة.. وسلموها للشرطة التي أرسلتها للنيابة والتي عاقبتها بالحبس.