إن كبر ابنك خاويه وان خرف اقتله وتاويه! نشوى الحوفى

فى فيلم «ورد الغرام» لعمالقة الفن والطرب محمد فوزى وليلى مراد وسراج منير ونور الدمرداش، تتجلى فكرة الصراع بين الأجيال، إلى جانب قصة الحب الرومانسية للفيلم. ومن أكثر الحوارات عبقرية فيه تلك التى دارت بين الابن نور الدمرداش -فارغ العقل والهدف إلا من معارضة من أجل إثبات ذاته- وبين الأب سراج منير -الذى اكتشف أن سيره وراء ابنه سيوصله للخيبة- فيقول الابن للاب: «يا بابا إن كبر ابنك خاويه»، فيرد الأب بحسم: «وإن خرف ابنك اقتله وتاويه». وهكذا يا سادة تظل العبارة خالدة فى تاريخ السينما، لكنها لا تخلو من حكمة يتناسى بعض الآباء والأبناء العمل بها بدعوى ترك الحبل للجيل الجديد على الغارب طالما تخطى سن التوجيه وبات مسئولاً عن أفعاله، متناسين أن للمجتمع حقاً يجب مراعاته. وأن للأسرة دوراً فى حماية المجتمع من تصرفات الأبناء الخرقاء. ولذا فلا عيب فى مراجعة أسرية ولا ضرر من احتواء مجتمعى لجيل باتت نسبة منه قاب قوسين أو أدنى من الانحراف الفكرى والسياسى والمجتمعى.

* تحضرنى تغريدة ماهينور المصرى، تلك الفتاة التى تم وقف تنفيذ حكم السجن عليها ستة أشهر وغرامة 50 ألف جنيه، لاتهامها بخرق قانون التظاهر لحين نظر الطعن المقدم منها، قالت فيها بمناسبة ذكرى أكتوبر: «تانى حاشرح.. أنا شايفة إن النظام باتفاقية كامب ديفيد كأنه رجع سينا تانى ليهم. كل سنة فى 6 أكتوبر بافتكر شهداء ضحوا بحياتهم ونظام باع». بالطبع قامت الدنيا على ماهينور التى تنتمى لجيل بات يدمن المعارضة، أى معارضة، ومن أجل المعارضة، لأنها السبيل الوحيد لإثبات وجوده. دون نظر لوضع أمة أو مصلحة مجتمع أو ظروف محيطة. الكارثة أنهم يعتقدون أنهم سيستطيعون إكمال طريقهم بهذا المنهج فى مجتمع بات ينبذهم. أما الكارثة الأكبر، فتتمثل فى العملاء الحقيقيين الذين سيمثلون لهذا الجيل -مدمن المعارضة- المرأة القوادة فى الأفلام المصرية التى تحتضن الفتاة التى تهرب من بيتها لقسوة الأهل عليها، فتجعلها محترفة دعارة. ولذا يبقى الموضوع أكبر من تغريدة فتاة ينقصها الوعى بقضايا وطن مهموم، ويبقى علاجه أصعب من سبها أو إهانتها على صفحات التواصل. نحتاج إلى احتواء إعلامى وتعليمى ودينى وثقافى لهؤلاء الشباب. بمنطق «لا تطخه ولا تكسر مخه».

* وينال الفنان محمد منير والمؤلف أيمن بهجت قمر من الحب جانباً فى الإهانة وتوجيه اتهام «التطبيلة» لهما والسبب تأليف أغنية «متحيز» فى ذكرى انتصار أكتوبر! ليه يا شباب؟ قال لك لأنهما يدعوان للتحيز للنظام والمشاركة الفعالة معه والترويج للنظام قامع الحريات؟!؟! وهكذا يا سادة اختلطت الموازين والأفكار فى عقول شباب بات غالبيته مسخاً يردد عبارات لا يعرف معناها، فمصلحة الوطن والإيجابية لحل المشكلات والمشاركة فى حماية أرض ووعى بات تحيزاً لنظام وتطبيلاً له؟!! لذا لا أملك إلا رد أيمن بهجت قمر عليهم حين قال ساخراً إنه سيغير كلمات الأغنية لتصبح: «بوَّظ أى أموووور فى حياتك. إوعى تخلى لبلدك حيِّز. إوعى تراجع يووم حساباتك. غور يا منيل ليه تتميز»، واختتم كلماته الساخرة بالقول: «يا رب كده أكون مش مطبلاتى»، وتحيا مصر.