اللقب الآسيوي ..إنجاز مستحق للهلال ..أم إستقالة جديدة للرئيس ؟

منذ 4 سنوات خرج الهلال زعيم الكرة السعودية لمواجهة ذوب آهن الإيراني في قبل نهائي دوري أبطال آسيا 2010 وخسر بهدف نظيف وأهدر الكثير من فرص إدراك التعادل، وفي العودة صدم الزعيم كل عشاقه بالخسارة في الرياض بنفس النتيجة، الأمر الذي دفع رئيس النادي الأمير مساعد بن عبد الرحمن لتحمل المسؤولية بشجاعة وتقديم إستقالته.

واليوم يدخل الهلال مواجهة سيدني الأسترالي في إياب نهائي دوري أبطال آسيا وسط ظروف مشابهة بعدما خسر بهدف نظيف ذهاباً وأهدر أيضا الكثير من فرص التعادل بل وحسم المباراة .. فهل يلدغ المؤمن من جحرٍ مرتين .. وهل يستقيل الرئيس من جديد ..أم أن نجوم الهلال سينجحون في تحقيق لقب مستحق غاب عن قلعة النادي 14 عاماً؟.

كل المؤشرات المنطقية البعيدة عن مفاجآت الساحرة المستديرة تؤكد أن الهلال هو الأحق بلقب الزعامة الآسيوية لأسباب كثيرة أولها مسيرته الناجحة بالبطولة هذا الموسم وتفوقه على عدد من كبار القارة، إلى جانب الفوارق الفنية والمهارية بين نجومه وبين لاعبي فريق سيدني وهو ما ظهر واضحاً بقوة في لقاء الذهاب الذي سيطر فيه الهلال على المباراة وأهدر الكثير من الفرص السهلة وتعرض لهدف مباغت.

هناك أيضاً الدعم القوي من الأرض والجمهور القوي والذي يجب أن يلعب دوراً إيجابياً في اللقاء ، إضافة إلى أن فارق الهدف ليس بالصعب تعويضه ، ويبقى التأخر بهدف في الذهاب أفضل نفسياً على الفريق من التعادل السلبي خاصة في هذه المراحل المتقدمة من البطولة ، فالتعادل السلبي يمنح الفريق حالة من الثقة التي يمكن أن تكون خادعة في لقاء العودة، بينما تضع نتيجة التأخر بهدف الفريق تحت ضغط إيجابي ويقظة مستمرة قبل وأثناء اللقاء.

ولكن كي تتحول المؤشرات السابقة إلى واقع يجب على الهلال أولاً أن يعالج حالة عدم إحراز الأهداف التي لازمته خلال شهر أكتوبر بالكامل ،وأن يكون ريجيكامب قد وجد الحل لإنهاء هذه المشكلة في لقاء اليوم ،خاصة وأنه سيواجه دفاعاً قوياً ومن وراءه حارس مرمى عملاق هو الحارس أنتي كوفيتش الذي لعب دوراً كبيراً في وصول الفريق لهذه المرحلة.

وبنفس قدر الإهتمام بالهجوم يجب أن يكون هناك حرصاً دفاعياً كبيراً لأن أي هدف سيحرزه الفريق الأسترالي سيعقد الأمور بشكل كبير ويصعب المهمة الهلالية، مع الوضع في الإعتبار أن فريق سيدني نجح في تسجيل هدف على الأقل في كل المباريات الي خاضها خارج ملعبه بإستثناء لقاء إف سي سيول في قبل النهائي والذي إنتهى بالتعادل السلبي في كوريا الجنوبية.

العوامل النفسية أيضاً سيكون لها دوراً كبيراً في حسم هذه المواجهة لأن نجوم الهلال سيدخلون هذه المواجهة تحت ضغط عصبي غير عادي بسبب الأهمية الكبيرة للمباراة والرغبة في معادلة النتيجة ،ويمكن أن يقل هذا الضغط كثيراً إذا نجح الفريق في إحراز هدف مبكر.

وفي إطار الإعداد النفسي يظهر دور الجهازين الفني والإداري في تجهيز اللاعبين نفسياً لتحمل كافة أعباء اللقاء المتمثلة في الضغط الجماهيري أو تأخر إحراز الأهداف.

وفي النهاية يبقى نجوم الهلال أمام فرصة تاريخية لا يجب أن يفرطوا فيها لان أحدا لا يعلم متى ستتكرر ،والأمر هنا لا يتعلق فقط باللقب الآسيوي لكن يتعلق أيضاً بالتأهل لمونديال الأندية للمرة الأولى في تاريخ الزعيم.