صابر الرباعى: الغناء لن يعيد فلسطين إلى أهلها

هو فنان استطاع أن يجد لنفسه مقعداً وسط نجوم الغناء فى الوطن العربى بسرعة كبيرة، إذا غنى أطرب من حوله، وإذا تحدث أبهر من أمامه، غنى للمرأة والصديق والوطن والحياة، أصر على النجاح وتمرد على نفسه، لا يخشى أحداً، صارم وحازم فى قراراته. فى حواره لـ«الوطن»، يتحدث المطرب التونسى صابر الرباعى عن ألبومه الأخير «أجمل مختصر»، وأيضاً عن ألبومه الخليجى المقبل، وظروف إنهاء تعاقده مع شركة «روتانا»، بجانب رؤيته لبعض الأوضاع السياسية الخاصة بجماعة الإخوان فى تونس.

■ لماذا أنهيت عقدك مع شركة «روتانا»؟ وما الظروف التى باتت لا تناسبك داخل الشركة؟

- كل الحكاية أن العقد بينى وبين شركة «روتانا» كان يشترط تقديم ثلاثة ألبومات فقط، وكان آخر ألبوم منها «أجمل مختصر» الذى تم طرحه مؤخراً، ولم يتم الاتفاق بعدها على تجديد التعاقد.

■ وهل حقاً كانت دعاية شركة «روتانا» لألبومات صابر الرباعى ضعيفة؟

- أنا وإدارة أعمالى لم نعتمد من الأساس على دعاية شركة «روتانا»، ولم ننتظرها؛ لأن لنا طرقنا الأخرى فى الدعاية، التى نستعد لها مع صدور أى ألبوم، وهذا شىء متفق عليه مع إدارة أعمالى، وبالتالى إذا كانت الدعاية جيدة أم لا، هذا لم نضعه فى الحسبان من الأساس.

■ ألم تتلقَّ عرضاً من الشركة لتجديد العقد؟

- لم تعرض علىَّ شركة «روتانا» تجديد العقد معها والآن أنا حر، وأعمل أنا وإدارة أعمالى على الألبومات المقبلة، سواء كان العاطفى أو الخليجى، لكن لو كان هناك نصيب مع شركة «روتانا» أو أى شركة أخرى سنكون معها، وإن لم يكن هناك نصيب سأطرح ألبوماتى بنفسى فأنا والحمد لله لدىَّ القدرة على ذلك ولم تواجهنى أى مشاكل.

■ هل يعنى ذلك أنك لن تتعاون مع شركة «روتانا» ثانية؟

- لا، على الإطلاق؛ فهناك احتمال وارد أن يكون الألبوم الخليجى فقط مع شركة «روتانا»، وهو جاهز ويحتاج بعض الوقت للمكساج فقط، ونتفاوض على أن يكون كل ألبوم على حدة، وليس فى كتابة عقد لعدد من الألبومات.

■ هل تراجعت نجومية صابر الرباعى فى الفترة الأخيرة داخل تونس؟

- لا، لم تتراجع نجوميتى داخل بلدى على الإطلاق، لكن الأزمات السياسية التى مرت بها بعض الدول العربية، ومن بينها تونس، جعلتنى أقلل من الحفلات، لا سيما المهرجانات التى أقيمت بعد استقرار الأوضاع، وأنا الحمد لله لدىَّ جمهورى الخاص بتونس.

■ إذن فلماذا هاجم على المولى، مدير أعمالك، الصحافة التونسية لعدم اهتمامها بصابر الرباعى خلال مهرجان قرطاج الأخير؟

- هناك نوع من الصحافة يصطاد فى الماء العكر، وليست كل الصحافة بوجه عام، وعلى المولى هاجم تلك الصحف من باب حرصه وخوفه على العلاقة الفنية والحضور الفنى لصابر الرباعى؛ فهو يرى أن بعض الصحفيين لا يهمهم صابر الرباعى خاصة داخل تونس، بالإضافة إلى أننا وجدنا أن هناك البعض منهم مقصر فى الحديث وينشر أخباراً مغلوطة، ويصر عليها، فكان لا بد من تصحيحها؛ لأن ذلك لا يصح، فيجب على الصحفى أن ينقل الخبر صحيحاً من مصدره، ولا يحرفه أو ينشر معلومات مغلوطة لصالح أطراف أخرى.

■ ما تفاصيل «الديو» الذى جمع بينك وبين المطربة اليمنية «بلقيس»؟

- فكرة «الديو» تمت دعوتى لها، وكنت سعيداً جداً بها؛ لأن صوت «بلقيس» من الأصوات الواعدة، وفكرة «الديو» فكرة واردة لدىَّ، خاصة عندما يكون مع «بلقيس» فى أغنية خليجية؛ فالفكرة ستضيف لى وتضيف لـ«بلقيس» والمستمع أيضاًَ، فقررنا عمل «ديو» وبالفعل اخترنا الأغنية وانتهينا من تسجيلها، وسيتم تصويرها قريباً.

■ وهل سيتم طرحها «سينجل» أم ضمن الألبوم الخليجى الجديد؟

- لم أستقر على مصيرها حتى الآن، سواء ستدخل فى الألبوم أم لا، لكنها الآن فى مرحلة «المكساج».
وردة

■ وماذا تشكل لك تجربتك مع الراحلة وردة؟

- سعدت كثيراً عندما قبلت تقديم «ديو» يجمع بينى وبينها، لكن وفاتها حالت دون إتمامه؛ حيث إنها توفيت قبل تسجيله، ولم يحالفنى الحظ فى ذلك فطرحت الأغنية بصوتى فقط فى ألبومى السابق، لكن السيدة وردة -رحمها الله- كانت لها معزة كبيرة لدىَّ، خاصة أنها فنانة لها مكانتها الفنية المرموقة التى تعتبر وساماً على صدر كل فنان يعمل معها.

■ وماذا عن العرض الذى عُرض عليك حول فكرة القيام بعمل خاص من أجل دعم صمود الشعب الفلسطينى؟

- دعم الشعب الفلسطينى لا يحتاج فقط إلى أعمال، ولكن من الممكن أن يكون بكلمة وبالوجود معهم فى الحالات الصعبة التى يعيشونها؛ لأن قضيتهم هى قضية عربية وليست فلسطينية فقط، ونحن نشعر دائماً بآلام بعضنا وهم يحتاجون منا إلى وقفة رسمية عربية كبيرة، وليس إلى أغنية أو أوبريت أو حفلة فقط، هذا الشعب أكبر من ذلك بكثير.

■ لماذا صرحت بأن الفنانة فى الوطن العربى يُنظر لها نظرة دونية باستثناء عدد قليل منهن؟

- لأنه مع الأسف هى حقيقة وبصفة عامة، ما عدا بعض الفنانات الكبيرات فى الوطن العربى؛ فالفنانة المبتدئة تطاردها ذئاب على الطريق؛ لأنهم ينظرون لها نظرة أخرى كوسيلة للانبساط والترفيه، ولكن هناك أسماء نسائية لا بد أن يسمعهن الجمهور ويقدر مسيرتهن؛ فعطاء المرأة لا يقل§ قيمة عن عطاء الرجل فى هذا لمجال.

■ لماذا رفضت تصنيف جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية فى تونس؟

- يجب ألا نقول جماعة الإخوان المسلمين فى المطلق؛ لأنه بقدر ما تكون هناك مجموعة تنتمى لتيار إسلامى متطرف وتحتمى خلف لواء الإسلام، فهناك جماعات معتدلة، وكلنا مسلمون، واليوم نحن نعيش تحت لواء الإسلام، وبالتالى هناك جماعات معتدلة تسير على نهج الإسلام وجماعات مسلحة لا ترعى سوى فكرها الدموى وتلويث سمعة الإسلام، وقد رفضت إقصاءها من الحياة السياسية لأنه كلما كانت هناك آراء معتدلة فنحن معها، ولا بد من حوار ونقاش، ولا بد من معارضة كى نستخلص فى النهاية القرار الصحيح.

■ ماذا كان رد فعلك عندما وجدت طليقتك تهاجمك على غلاف إحدى المجلات العربية؟

- لا أحب أن أحكى فى هذا الموضوع؛ لأنه انتهى من حياتى ولا توجد له قيمة بالنسبة لى.

■ هل حقق ألبومك الأخير «أجمل مختصر» النجاح الذى تعوَّد عليه «صابر» فى كل ألبوماته؟

- أظنه حقق نجاحه؛ لأنه فى كل مرة يحسب نجاح الألبوم، ليس بمجرد صدوره بالأسواق، لكن بالاستمرار، وتعتبر كل الألبومات ناجحة؛ لأن استمرار طلب الناس للأغانى الموجودة به فى الحفلات «اللايف» يعد فى حد ذاته نجاحاً؛ لأن نجاح المبيعات يتغير من وقت لآخر، والآن الـ«سى دى» أصبح لا يُباع فى الوطن العربى لاختلاف طرق التسويق، وعلى مدى سنة أو سنة ونصف السنة تظل الأغانى الموجودة بالألبوم مطلوبة؛ فهذا دليل نجاح، لا سيما طوال الوقت بعد ذلك.

■ تستعد لتقديم ألبوم خليجى جديد، لماذا اخترت أن يكون ألبوماً كاملاً وليس مجرد أغنيات ضمن ألبومك المقبل؟

- الفكرة جاءتنى أثناء وجودى بالإمارات العربية المتحدة، وأنا محاط بمجموعة كاملة من الملحنين والشعراء، واستوديوهات الصوت، وطرحوا علىَّ تقديم ألبوم خليجى فتساءلت: «لمَ لا؟»، وأقدمت على التجربة.

■ وماذا عن محتوى الألبوم؟

- الألبوم يحتوى على عشر أغانٍ، تعاونت فيهم مع عدد من الشعراء والملحنين والموزعين، من بينهم: حاتم العراقى ويوسف العمانى ووليد الشامى وحسام كامل وحازم جابر، ومن المقرر طرحه خلال الفترة المقبلة؛ حيث انتهيت من تسجيله بالكامل، وهو الآن فى مرحلة المكساج.

■ لماذا تراجع عدد حفلاتك فى مصر؟

- قلة حفلاتى فى مصر لا تعود لى، لكن بسبب الفترة التى مرت بها مصر وتونس والمنطقة العربية بأكملها، وأتمنى أن أوجد بمصر فى القريب العاجل لإحياء عدد من الحفلات هناك وكى أعود لجمهورى أيضاً بها.