العالم الان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العالم الان

منتدى إخبارى لكل العالم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 «الوطن» على «طريق الإخلاء» فى رفح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 572
تاريخ التسجيل : 30/09/2014

«الوطن» على «طريق الإخلاء» فى رفح Empty
مُساهمةموضوع: «الوطن» على «طريق الإخلاء» فى رفح   «الوطن» على «طريق الإخلاء» فى رفح Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 31, 2014 8:15 pm

على مسافة طريق يمتد لعشرات الكيلومترات، من مدينة العريش إلى مدينة رفح، تجوب السيارات المحملة بالأثاث والمتاع، هى كل ما تحمله السيارات من ذكريات الأهالى، وما يمتلكونه فى بيوتهم، فالحياة تنتقل بهم من مكان ظلوا على أرضه سنوات وسنوات، إلى مصير لا يعلمون عنه أى شىء.

«الحياة كلها اتهدت» عبارة خطها أحد الأهالى على جدران أحد المنازل داخل مدينة رفح، بين بيوت مهدمة بأكملها، وأخرى تصدعت جدرانها من أثر التفجيرات، وغيرها يخلع أهلها ما بها قبل الإخلاء، يفترش رجل مسن الأرض، بينما أولاده فى عمل مستمر، حتى يتمكنوا سريعاً من حمل متعلقاتهم على سيارة نقل كبيرة، على عمق 500 متر من الحدود المصرية الفلسطينية، حيث تنفيذ القرار الذى اتخذته الدولة، بإخلاء هذه المنطقة من سكانها، عقب الأحداث الأخيرة فى سيناء.

يقف الرجل، مرتدياً جلبابه، وخلف نظارته الطبية، تذرف عيونه الدموع على حال بيته وأهله، وما هى حياتهم، بعدما تم هدم بيتهم وتنفيذ قرار بإخلائه، لا طريق لهم سوى العيش فى مدينة العريش، التى تبعد عنهم مسافة 45 كيلو.

يقول الحاج يسرى حسن: قرار الإخلاء أصبح أمراً واقعاً، وجميع الأهالى سوف يخلون منازلهم، فالجيش طلب من الأهالى منذ عدة أيام إخلاء المنازل، لكن المدة التى أعطاها لنا غير كافية، فكل ما نطالب به الجيش هو أن يعطينا الوقت والتعويضات المناسبة لنا.

يوضح «يسرى» أن لديه أولاداً وأحفاداً يعيشون معه فى البيت نفسه، كل منهم لديه عمله «لا يمكن أن نخرج بهذه الطريقة، دون السماح لنا بتدبير أحوالنا»، يوضح أنه لم يصرف حتى الآن التعويضات التى أعلنت عنها المحافظة، يتساءل كيف يمكن له ولعائلته أن يجدوا شقة بإيجار 300 جنيه فى مدينة كما قالوا، والإيجارات هناك لا تقل عن 700 جنيه للشقة، فهناك من يستغل كل شىء هذه الأيام، سواء كانت المواصلات أو الإيجارات «إحنا جايبين عربية بـ 800 جنيه عشان تنقل نقلة واحدة بس للعفش بتاعنا».

«رفح بقت خراب وكل ده بسبب الأنفاق»، تتحدث سيدة كبيرة من أهل البيت، تقول إنهم كانوا يعيشون فى راحة، قبل أن تزيد كل هذه الأنفاق، وتجلب لهم الخراب الذى لحق بهم، فالمدينة أصبحت كالأشباح، لا وجود لأى عمل للشباب، ولا خدمات من كهرباء وماء، إضافة إلى الحظر الذى تم تطبيقه، وهو ما يصعب عليهم إذا مرض أحدهم أن يجد مكاناً يعالجه.

داخل منزل عائلة أخرى، يقول فؤاد سليمان إنه لم يتم صرف أى تعويضات لهم حتى الآن، وإن ما تحدثت عنه المحافظة عن صرف 300 جنيه لكل صاحب منزل على مدار 3 شهور، لم يتم تنفيذه أيضاً، حتى هذا المبلغ لن يكفيهم فى ظل الإيجارات المرتفعة فى العريش، المدينة الوحيدة التى يمكن لهم العيش فيها.

أمام أحد المنازل، تقف مجموعة من السيدات والبنات، يتحدثن عن حالة الخوف التى يعيشون فيها، خلال الفترة الماضية، وما هو مصيرهم عقب الهجرة من منازلهم، التى يعلمون أنهم لن يعودوا لها مرة أخرى، والسنوات التى راحت من عمرهم، فى هذا المكان، ومدى التعلق به وعدم الاستغناء عنه.

تقول «أم على» بصوت يملأه الحزن «هما بيقولوا إنهم هيعوضونا عن بيوتنا، تنفع بإيه الفلوس، كفاية إننا بنسيب بيوتنا اللى عشنا فيها طول عمرنا ونروح فين، كفاية إننا نخرج من بيوتنا مكسورين الخاطر»، تقول «أم على» إن أزمتهم هى أن يتركوا بيوتهم، فلا يعنى لهم كل ما يحدث سوى أن الأرض التى تربوا عليها، سوف يفارقونها بين يوم وليلة.

تروى السيدة أن أباها العجوز لم يعد يستطيع أن يتمالك صحته، بعدما رأى بيته يهدم أمام عينيه، قائلة «كويس أن أبويا قادر يمشى على رجله»، موضحة أن الأطفال لم يعد لديهم تعليم، والشباب والرجال افتقدوا عملهم والمحال التى كانوا يرتزقون منها، فعملهم لم يعد موجوداً، فالإخلاء بعيداً عن المكان، يمثل الهجرة، فالبيت والعمل والمستقبل، لم يعد كل ذلك موجوداً.

يروى أحمد الشاب العشرينى: كل ما يحدث لا يرضى الناس، لا يرضون أن يعاقبوا بشىء لم يفعلوه، فإذا كانت الأنفاق هى السبب، أغلقوا الأنفاق واتركوا لنا بيوتنا، ليس لنا عيش فى مكان سواها، أما أن نشرد بعيداً عن الأرض التى ولدنا وتربينا عليها، فذلك لن يرضى أحداً، لمن نلجأ إليه حتى نشتكى، «إحنا مالناش غير ربنا وبس».

يقف حمدى محمد، 40 عاماً، داخل منزله، يحاول أن يخلع النوافذ والأبواب من بيته، فى استعداد لإخلاء منزله، قائلاً «أنا عايش هنا بقالى 27 سنة، آجى النهارده وأسيب بيتى إزاى، نحن لم نعمل فى الأنفاق، فكل من يعملون فى الأنفاق تركوا المكان وهاجروا، لم يُضَر أحد سوى الأهالى البسطاء».

ويوضح أن كل من يتحدثون عن أنهم أخذوا تعويضات من الدولة، لم يتم صرف أى تعويضات حتى الآن، تحدثوا عن التعويضات للمنازل وهو ما لم يتم تنفيذه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://news2000.yoo7.com
 
«الوطن» على «طريق الإخلاء» فى رفح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
العالم الان :: الاخبار السياسية :: سياسة مصرية :: المحليات والمحافظات-
انتقل الى: