"اضرب واستنى واضرب تاني واجري".. أسلوب إرهابي جديد يحصد 28 شهيدا

"عاجل.. عملية تفجيرية إرهابية بالعريش تسفر عن استشهاد وإصابة جنود"، نبأ استقبله المصريون اليوم ببالغ الأسى والحزن بعد فقدان 28 من أبناء الوطن، أثناء أداء واجبهم في أرض الفيروز، ليؤكد أن الجماعات الإرهابية في سيناء ما زالت قادرة على مواجهة قوات الأمن المصرية، لتأثر من رجالها الذين راحوا الأيام القليلة الماضية على يد زملاء الشهداء.

لم تكن عملية اليوم "معتادة"، ولكن أثبتت "أنصار بيت المقدس" تطور تكتيكها الهجومي على قوات الأمن، عندما هاجمت سيارات الإسعاف التي توجَّهت إلى مكان انفجار كمين "كرم القواديس" جنوب الشيخ زويد، منتظرين بعد الانفجار لفتح النار على المنقذين، لزيادة عدد الشهداء.

"اضرب واجري".. كان أسلوب الجماعات الإرهابية في الفترة الماضية، ولكن بتطور ملحوظ في أساليب هجومهم يظهر أسلوب آخر "اضرب واستنى.. اضرب تاني واجري"، في الوقت الذي لم يتم وضع أسلوب لتأمين تلك الكمائن التي تُستهدف على يد الجماعات التي ظهر تطورها التكتيكي، اليوم.

"سيبك من سينا دلوقتي.. الحكاية دي حصلت في ميدان النهضة".. بهذه الكلمات علَّق اللواء عبداللطيف البديني، مساعد وزير الداخلية الأسبق، على تطور العمليات النوعية للجماعات الإرهابية ضد قوات الأمن، مشيرًا إلى أنه من المضحك أن يحدث انفجار مرتين في نفس المكان أمام جامعة القاهرة، مطالبًا بمساءلة المسؤولين، لافتًا إلى تكرار الانفجارات في عدة أماكن، منها مصر الجديدة، وميدان النهضة.

"في سينا بقى إحنا بنواجه مقاتلين على دراية تامة بالأساليب القتالية، محترفين مش هواة"، تابع الخبير الأمني تصريحاته، مؤكدًا أن على المنظومة المقاومة للإرهاب في سيناء استيعاب القبائل وأهل شبه الجزيرة، لافتًا إلى أنه بدون هذه الخطوة، لن يكون هناك نجاح، وواصل حديثه قائلاً إن "ذلك التغيير مطلوب".

وأوضح البديني قائلاً: "مننتظرش نتائج سريعة وحاسمة في سيناء، لأن الموضوع كبير أوي، محتاجين وقت علشان نطور"، لافتًا إلى أن خير شاهد على صعوبة مواجهة إرهاب سيناء، الحرب في أفغانسان، حيث إن الجيش الأمريكي لم يحسم الموقف حتى الآن، لافتًا إلى أن حادث اليوم لم يكن بالجديد في أسلوبه، بل حدث من قبل في الرياض بالسعودية، حيث قام بعض الإرهابيين بتفجير عبوة ناسفة صغيرة في مجمع بترول هناك، وعند حضور المسعفين فجَّروا العبوة الكبيرة.