العالم الان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العالم الان

منتدى إخبارى لكل العالم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مي زيادة.. عشقها عمالقة الشرق وقلبها يعيش في "المهجر"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 572
تاريخ التسجيل : 30/09/2014

مي زيادة.. عشقها عمالقة الشرق وقلبها يعيش في "المهجر" Empty
مُساهمةموضوع: مي زيادة.. عشقها عمالقة الشرق وقلبها يعيش في "المهجر"   مي زيادة.. عشقها عمالقة الشرق وقلبها يعيش في "المهجر" Icon_minitimeالأحد أكتوبر 19, 2014 5:37 am

فتاة غير عادية في عصر لم يكن فيه للمرأة العربية دور في مجتمعها إلا القليل، كان صالونها الأدبي بالقاهرة شاهدًا على تعلّق قلوب الكثير من الشعراء والأدباء بها، مثل عباس العقاد وأحمد لطفي السيد، والمنفلوطي، حيث كانت تلهمهم لروائع كتاباتهم وكلما كتبت ظن كل فرد من رواد صالونها أنها له، إلا أنها لم يأسرها حبهم كثيرًا، لم يشغلوها عن حبها الذي سكن الولايات المتحدة، حيث جمعتها أصدق روايات الحب الرومانسية التي عرفها التاريخ بـ"جبران خليل جبران" الذي عشقته رغم تعذر رؤيته، تبادلا أحاديث الحب عبر الرسائل البريدية التي عبرت العديد من الأميال تحمل أشواقهما.

ويقول العقاد في رواية "سارة"، التي خلَّدت قصة الحب بينه وبين مي: "يحبها الحب الذي جعله ينتظر الرسالة أو حديث التليفون كما ينتظر العاشق موعد اللقاء، كانا أشبه بالشجرتين منهما بالإنسانين.. يتلاقيان وكلاهما على جذوره ويتلامان بأهداب الأغصان أو بنفحات النسيم العابر من هذه الأوراق إلى تلك الأوراق"، وفي مقالها "أنت أيها الغريب" اتجهت الشكوك إلى أنها تقصد العقاد الذي كان يعيش في القاهرة بعيدًا عن أهله.

وأعلن العقاد حبه لـ"مي" في أبياته الشعرية التي أرسلها لها في رسائل حين سافرت إلى ألمانيا 1952، ولعبت مي دورًا خالدًا في حياة العقاد، فقال في أحد اللقاءات أنه لم يحب في حياته سوى "سارة"، الفتاة المجهولة التي أحبها في بداية حياته والتي رآها في أسوان حيث ولد أو في الزقازيق أو الفيوم حين انتقل فيهما للعمل وبدأ رحلته شابًا لم يتجاوز العشرين من عمره، و"مي" التي أعطته السعادة، والتي اعترف بحبه لها في أكثر من مناسبة ووصفها أنها مثقفة قوية الحجة تناقش وتهتم بتحرير المرأة وإعطائها حقوقها السياسية وكان اهتمامها موزعًا بين العلم والأنوثة، فقد صدمته باستقلاليتها، وكتب العقاد فيها أبياتًا لم تخرج للنور إلا بعد وفاته: "عشتِ يا ميّ هاجرًا أو عطوفًا.. أنتِ مرموقة على الحالتينِ.. عذّبيني أعرف مكانكِ عندي.. وألذّ العذاب لو فيه حيني.. وأُهنْ فيك كبرياء عزيز.. لم يكن قبل أن يراكِ بِهَيْن!".

وانجذب الأديب مصطفى صادق الرافعي لـ"مي" بشدة وأصبحت مصدر الإلهام الشعري له، لكن تعلقها بحبيبها في أقصى الغرب لم يجعلها تلتفت لمشاعر الأديب المصري نحوها، حتى بعد أن أهداها "يا زجاجة العطر.. اذهبي إليها وتعطري بمس يديها وكوني رسالة قلبي لديها.. وها أنا ذا أنثر القبلات على جوانبك، فمتى لمستك فضعي قبلتي على بنانها، وألقيها خفية ظاهرة في مثل حنو نظرتها وحنانها، والمسيها من تلك القبلات معاني أفراحها في قلبي ومعاني أشجانها.. وها أنا ذا أصافحك فمتى أخذتك في يدها فكوني لمسة الأشواق.. وها أنا ذا أضمك إلى قلبي فمتى فتحتك فانثري عليها في معاني العطر لمسات العناق".

وتنتهي علاقة الحب ذات الطرف الواحد في صمت كما بدأت، فقد كان الرافعي شديد الغيرة على "مي" من كل معجبيها ومحبيها، حتى إنه قرر مقاطعة صالونها الأدبي وأرسل لها "كتاب القطيعة" بسبب غيرته بعدما تركته في إحدى جلسات صالونها الأدبي، وظل الرافعي يأمل عودة العلاقة بينهما حتى وفاته.

وتعوَّد الفيلسوف المصري أحمد لطفي السيد على لقاء "مي" أسبوعيًا، وحين سافر إلى الإسكندرية في يوليو 1913، ولم يمضِ أسبوع كامل على فراقه لها ليشعر بشوقه لها الذي دفعه إلى أن يبعث لها رسالة : "عزيزتي.. مضى أسبوع كامل من يوم كنت عندكم أستأذن في السفر إلى الإسكندرية وما كان من عادتي أن أغيب عنكِ أكثر من أسبوع. إذا مضى كان يدفعني الشوق إلى حديثكِ الحلو وأفكاركِ المتينة الممتعة، إلى زيارتكِ. فلا غرو أن أستعيض عن الزيارة غير المستطاعة بهذه الرسالة السهلة الكلفة..".

لم تعبأ مي بكلمات الحب حولها، ظلَّت أسيرة لحب "جبران" يسيطر عليها الصراع النفسي 12 عامًا، قضتها بين رسائله حتى اعترفت له في رسالة بشكل صريح "نعم أحبك" فالورق هو الذي منحها الجرأة، فكانت أعماله "الأجنحة المتكسرة" بداية مراسلتهما التي عبَّرت فيها مي عن إعجابها بأعماله، واستمرت حتى أرسل جبران رسالة يعبِّر فيها عن تعلقه بها: "عزيزتي الآنسة مي منذ كتبت إليكِ وأنتِ في خاطري ولقد صرفت الساعات الطوال مفكرًا بكِ، مخاطبا إياكِ، مستجوبا خفاياكِ، مستقصيًا أسراركِ"، على الرغم أنه لم يطلب الزواج منها كما توقعت إلا أنه ظل حبها الأبدي.

وتعلَّقت "مي" بهذا الحب وبكلمات جبران، التي لم تنتهِ إلا بعد وفاته في عام 1931، فتدهورت حالة "مي" النفسية، واعتبرت نفسها أرملته وظلت بمنزلها لفترة طويلة، إلى أن نقلها أقاربها إلى مستشفى "العصفورية" للأمراض العقلية في لبنان، ثم عادت إلى القاهرة معها أحزانها وعذابها، وسكنت منزلًا متواضعًا بجوار الجامعة الأمريكية، وعاشت في عزلة ودوَّنت ما مرت به في مستشفى الأمراض العقلية في كتاب بعنوان "ليالي العصفورية"، حتى ماتت في 17 أكتوبر عام 1941.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://news2000.yoo7.com
 
مي زيادة.. عشقها عمالقة الشرق وقلبها يعيش في "المهجر"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
العالم الان :: منتدى المراة والجمال :: المراة ومشاكله-
انتقل الى: