في ذكرى وفاة "عمر الحريري".. من المسرح بدأ وفيه انتهى

حركات تلقائية ونظرات بسيطة بريئة أمام الكاميرات، تمثيل متقن، دور الرجل "الطيب" دائما، روحه المرحة، مشاهد تمر في ذكرى وفاة الفنان الذي رحل فجأة عن عالمنا بسبب تداعيات المرض، عمر الحريري، الوجه الباسم.

كان الضمير اليقظ في مسرحية "شاهد ماشفش حاجة"، حاول إفاقة سرحان عبد البصير من غفوته التي كان يعيشها طوال المسرحية، خفة ظله وإتقانه في تمثيل دور التابع أدى لنجاحه في فيلم "سكر هانم"، "مش من هنا من هنا"، والسيجار الراقي الذي شربه في مسرحية الواد سيد الشغال.

أعمال فنية أبرزت الشاب الذي بدأ حياته التمثيلية مبكرا حينما اصطحبه والده لمشاهدة العروض المسرحية العالمية، في مسرح جورج أبيض وزكي طليمات والريحاني كما شاهد أول سينما لفيلم مصري ناطق عام 1933، وهو "أولاد الذوات"، ولم يتعد عمره حينها الـ7 سنوات، وكان السبب في تعلق الطفل منذ صغره بالفن، هو ولوع والدته بالتمثيل حيث أخذه إلى معظم العروض المسرحية.

تشرّب الصغير الذي ولد في 12 فبراير 1925 بعابدين، الفن منذ كون فرقة تمثيلية نافست المدارس المجاورة، والتحق بالمعهد العالي لفن التمثيل، جاءت انطلاقته الحقيقية عندما قدمه زكي طليمات في فرقته، واستعان به يوسف وهبي في مسرحياته، وكانت انطلاقته مسرحية إذاعية بشكل كبير.

أول لقاء جمع الحريري بكاميرات السينما كان عام 1950، في فيلم مع مديحة يسري، والفنان يوسف وهبي، هو "الأفوكادو مديحة"، وبعدها انطلق في تقديم أكثر من 100 فيلم، منها "أهل القمة"، و"نهر الحب"، و"أغلى من عيني"، و"معالي الوزير"، و"الوسادة الخالية"، "الخائنة"، ومن المسلسلات التي شارك فيها، "أحلام الفتى الطائر"، و"ساكن قصادي"، و"شيخ العرب همام"، و"أحلام الفتى الطائر".

ولعل الجزء غير المعلوم في حياة الحريري الفنية، كونه ممثل عالمي حيث يجيد اللغة الإنجليزية، ومثل فيلم إيطالي، هو العملية الأخيرة 008، بمشاركة الممثل إنجريد سكلر، وألبرتو لوبو، وكان ذلك عام 1965، ونال الحريري عددا من الجوائز عن أدواره، وكرمه المهرجان التاسع للسينما المصرية عام 2003.

كانت مسرحية "حديقة الأذكياء"، هي آخر رابط بين الحريري وجمهوره، فكما بدأ من المسرح انتهى به، وشهد مسرح الطفل حينها إقبالا كبير غير معهود، حيث حضر للعرض أطفالا وكبارا وكان الحريري هو عم حكيم، الذي يساعد الحيوانات بمشورته.

باغت المرض الحريري أثناء العرض المسرحي، وكان يذهب من المستشفى للمسرح في محاولة منه لهزيمة المرض لكنه لم يفلح، حيث توفي عن عمر يقارب الـ86 عاما نتيجة تفشي السرطان في أنحاء جسده، وفارق الحياة بعد مسيرة فنية حافلة، في الـ16 من أكتوبر 2011.