العالم الان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العالم الان

منتدى إخبارى لكل العالم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الأكراد.. غموض النشأة والتباس أصل الناس يوسف زيدان الأربعاء 15-10-2014 22:37 7

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 572
تاريخ التسجيل : 30/09/2014

الأكراد.. غموض النشأة والتباس أصل الناس يوسف زيدان الأربعاء 15-10-2014 22:37 7 Empty
مُساهمةموضوع: الأكراد.. غموض النشأة والتباس أصل الناس يوسف زيدان الأربعاء 15-10-2014 22:37 7   الأكراد.. غموض النشأة والتباس أصل الناس يوسف زيدان الأربعاء 15-10-2014 22:37 7 Icon_minitimeالخميس أكتوبر 16, 2014 2:57 pm

للعامية المصرية عبقرية خاصة، تظهر فى بعض التعبيرات التى تختصر كثيراً من المعانى والدلالات فى مفردة واحدة، وقد بدأتُ العام الماضى فى التقاط بعض هذه المفردات العامية العميقة، لتكون مدخلاً لاستكشاف عبقرية التعبير العامى، ووضحت شيئاً منها على صفحتى بالـ«فيس بوك» تحت عنوان «هاشتاج»: فقه العامية، تمهيداً لجمعها لاحقاً فى كتاب. بيد أن اضطراب أحوالنا، وعقلنا الجمعى، وعدم التركيز العام فى الدقائق من الأمور المهمة، دعتنى لتأجيل هذا العمل إلى أجل غير مسمى.

ومن وجوه العبقرية فى العامية المصرية، قولنا لمن يحتال على شخص ويأخذ منه شيئاً دون أن يعطيه حقه، أنه بحسب اللفظة العامية: استكرده! وهو فعل ماضٍ مشتق من الأصل العامى المتداول بين عموم الناس وعوامهم، أعنى كلمة «استكراد» التى تشير إلى الاحتيال الرامى إلى التهرب من توفية صاحب الحق حقه.. وبالطبع، فالكلمة العامية ومشتقاتها مأخوذة مباشرة من «الأكراد» الذين تم «استكرادهم» على يد العرب، طيلة قرون طوال، على النحو الذى سنعرض له تفصيلاً فى هذه السباعية من المقالات التى نبدأها اليوم بالكلام عن الأكراد ونشأتهم الأولى وأصولهم الضاربة فى عمق التاريخ.

الأكراد، الكرد (وباللغة الكردية: الكورد)، هم الجماعة المسلمة فى معظمها، الساكنة فى المنطقة الشاسعة التى كانت تسمى كردستان، أى مكان الأكراد أو بلادهم، وهى منطقة تشمل شمال العراق وجنوب شرق تركيا، كما تشمل شمال غرب إيران وشمال شرق سوريا.. وتعداد الأكراد، اليوم، يتراوح بين خمسة وعشرين مليون شخص وثلاثين مليوناً. وهم يتوزعون جغرافياً فى كردستان على النحو التقريبى التالى: خمسة عشر مليوناً من الناس فى تركيا، أربعة ملايين فى العراق، أربعة ملايين فى إيران، مليونان فى سوريا.. وفى بلاد العالم المتفرقة كثير منهم؛ ففى ألمانيا أكثر من نصف مليون كردى، وفى الخليج العربى مئات الآلاف، وفى أفغانستان وما حولها عشرات الآلاف من الأكراد.

ويشتهر الأكراد بجدية رجالهم وجمال نسائهم، وبأنهم قوم بسطاء يعيشون حياة بسيطة فى مرتفعات وسهول فسيحة. منذ آلاف السنين والمؤرخون الشغوفون باكتشاف الأصول الأولى للأكراد، حائرون بين عدة نظريات، أبسطها قولهم إن الأكراد هم «البدو» من الفرس، بمعنى أن الأمة الفارسية (الإيرانية) العريقة، كان منها سكان المدن والحواضر، ومنها المزارعون ساكنو السهول الفارسية الشاسعة الخصبة، ومنها البدو الذين احترفوا الرعى فى المناطق المرتفعة (جبال زاجروس)، وهؤلاء هم الذين صاروا لاحقاً يعرفون باسم الأكراد.

وفى المقابل من ذلك، يرى مؤرخون آخرون أن الأكراد هم الجماعة القديمة التى وفدت من منطقة «ميديا» بالأناضول، وتمازجت مع السكان المحليين فى شمال كردستان، فكان الأكراد هم نتاج هذا التمازج الذى جرى قبل قرابة ثلاثة آلاف سنة.. وقد شارك هؤلاء فى الأحداث الكبرى التى جرت فى تلك المنطقة الوعرة، فانتصروا أحياناً قليلة، لكنهم كانوا فى معظم الأحيان ضحية للحروب وللويلات التى طالما كانت بلادهم مسرحاً لها، أو بالأحرى «محل الصدام» فى حروب: الفرس واليونان، الآشوريين والأكاديين، المسلمين والبيزنطيين، الصفويين والعثمانيين.. ناهيك عن البلايا الكثيرة التى لحقت بالأكراد خلال الاجتياحات العسكرية المتوالية على هذه الأرض الخطرة التى شهدت «رعب العالم» وما زالت تشهده إلى اليوم على يد «داعش».

والخلاف حول أصل الأكراد قديم، وقبل قرابة ألف سنة ظهر هذا الاختلاف فى أصولهم، من خلال كتاب المسعودى «مروج الذهب ومعادن الجوهر»؛ حيث يقول فيه: الناس متنازعون فى بدء الكرد؛ فمنهم من رأى أنهم من «أحفاد» ربيعة بن نزار، انفردوا فى قديم الزمان وجاوروا الأعاجم والفرس، فحالوا (تحولوا) عن لسانهم «العربى» وصارت لغتهم أعجمية، ومن الناس من رأى أنهم من مضر بن نزار، وأنهم من ولد كرد بن مرد بن صعصعة بن هوازن، انفردوا فى قديم الزمان لوقائع جرت بينهم وبين غسان. ومنهم من رأى أنهم من ربيعة ومضر، اعتصموا بالجبال طلباً للمياه والمراعى، فحالوا عن اللغة العربية.

ثم يسرد «المسعودى» أقوالاً أخرى، غرائبية، فى أصل الأكراد، منها أنهم أولاد زوجات سليمان النبى اللواتى وقع عليهن الشيطان فصرن حوامل منه! ولا ينبغى لنا اليوم أن نندهش كثيراً من هذه الأفكار الغرائبية، التى شاعت فى الأزمنة القديمة ونقل لنا المؤرخون بعضاً منها على سبيل الحكاية، وليس التأريخ العقلانى المنضبط الذى نعرفه الآن؛ حيث نجد، مثلاً، المصريين هم أحفاد مصرائيم! والعرب أسباط الجارية المصرية هاجر! والعمونيين والمؤابيين هم أبناء النبى لوط الذى زنى وهو سكران بابنتيه، فحبلت الأولى وولدت «بنى عمى» جد العمونيين، وحبلت الأخرى وولدت «مؤاب» جد المؤابيين، (وكلاهما أصل سكان الأردن الحاليين!).. وقد كانت الخرافات التوراتية، دوماً، هى المصدر الذى جاءت منه هذه التفسيرات الغرائبية لأصل الجماعات الكبرى التى أدانها بهذه الأصول المشوهة، أبناء الرب (اليهود) الذين لا يعرف أحد أصلهم، أصلاً. نعود لمسألة الأصول الكردية، تحديداً، فنجد الجزء الأول من الكتاب الموسوعى الذى وضعه أحد الأكراد المعاصرين، هو د. جمال رشيد أحمد، وجعله بعنوان «ظهور الكورد فى التاريخ».. وفى هذا الجزء الذى يقع فى ألف صفحة، تحتشد الآراء والأقاويل المتضاربة التى تحاول جاهدة أن تكتشف «أصل» الأكراد، عرقياً، فلا نكاد بعد خوض هذا الخضم، نخرج بشىء محدد، لماذا؟ لكثرة التهاويل ولاختلاط العلمى بالخرافى، كما هو المعتاد عند بحث الأصول الأولى لأى جماعة إنسانية كبرى.. وهو ما يعود بنا إلى ما بدأنا به هذه المقالة؛ حيث تتجلى عبقرية العامية المصرية فى فض الخلاف والتباين الشديد فى الآراء المتضاربة حول أصل «المصريين» ودولتهم، فتخرج العقلية الجمعية المصرية من ذلك كله بشكل مبتكر تعبر عنه العبارة الشهيرة: اللى بنى مصر كان فى الأصل «حلوانى»!

وختاماً، وبصرف النظر عن مسألة الأصل الأول للأكراد، أو غيرهم، لاستحالة الوصول إلى رأى علمى مقنع، لا سيما إذا عدنا إلى ما قبل التاريخ المكتوب، نقول: إن الأكراد أمة كبيرة، مسلمة، تعيش مع العرب منذ مئات السنين وتواجه اليوم حرب إبادة بشعة بأيدٍ عربية ومعاونة تركية.. ولنختتم هذه المقالة بقصيدة غير مشهورة لمحمود درويش عن الأكراد (وسنختتم هذه السباعية لاحقاً بقصيدة مجهولة كتبها عنهم) يقول فيها ما بعضه:

يتذكر الكردى حين أزوره

غَدَهُ

فيبعده بمكنسة الغبار..

وينفض عن هويته الظلال

هويتى لغتى، أنا لغتى

وقلبى جمرة..

باللغة انتصرت على الهوية..

قلت للكردى: باللغة انتقمت

من الغياب.

فقال: لن أمضى إلى الصحراء.

قلت: ولا أنا.

ونظرت نحو الريح..

- عمت مساءً

- عمت مساءً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://news2000.yoo7.com
 
الأكراد.. غموض النشأة والتباس أصل الناس يوسف زيدان الأربعاء 15-10-2014 22:37 7
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
العالم الان :: مقالات :: مقالات سياسية-
انتقل الى: