العالم الان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العالم الان

منتدى إخبارى لكل العالم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 بلال فضل يكتب: آخرة "المخمضة"!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 572
تاريخ التسجيل : 30/09/2014

بلال فضل يكتب: آخرة "المخمضة"! Empty
مُساهمةموضوع: بلال فضل يكتب: آخرة "المخمضة"!   بلال فضل يكتب: آخرة "المخمضة"! Icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 15, 2014 1:18 am

عندما تدخل شعباً بأكمله، مدة سنين، في "مخمضة" مهولة من الأكاذيب الإعلامية التي يسعى كل طرف فيها إلى إعادة تمثيل الجريمة، بشكل يبرئه ويدين الآخرين، تكون النتائج مخيفة، وتدفع كل الأطراف ثمنها غالياً.
طيب، أقسم لك أنني حين كتبت مقالتي الهزلية "الافتتاحية الأصلية لنيويورك تايمز!"، كنت متأكداً أنني سأتلقى ردود أفعال من بعض أنصار جماعة "الإخوان"، تتهمني بالكذب والتزوير، فالذي يصدّق أن عبد الفتاح السيسي تعرض للاغتيال، وأن من يحكم مصر الآن دوبلير له، وكان قبلها يصدق السيسي، وهو يبكي في صلاة الظهر، وأصبح بعدها يصدق، بالقوة نفسها، أن والدة السيسي يهودية، يمكن أن يصدق أن افتتاحية صحيفة دولية مرموقة، يمكن أن تبدأ بعبارة "أوه يا إلهي، عبد الفتاح السيسي يا له من رجل"، وقد جاء في الأمثال: "من يصدق أن الأندلس ستعود، يصدق طبعاً أن مرسي سيعود".
لكن، صدقني لم يخطر لي على بال أن أجد حماساً من بعض أنصار السيسي لنشر المقالة، بوصفها ترجمة لافتتاحية حقيقية، تنافح عن بطولات السيسي. ليس لأنهم منزهون عن تصديق الأكاذيب، فمن يصدق تحول الإيدز إلى كفتة، يمكن أن يصدق أي هراء آخر، وإنما ظننت أن وجود اسمي "الكريه" لديهم سيمنعهم من تصديق كل ما يرتبط به. ولذلك، استغربت حين وجدت أحد عتاولة السيساوية ينشر المقالة، كاتباً لمتابعيه "انشر المقالة الأصلية لنيويورك تايمز لفضح كذب الغربان المتأسلمين". تضايقت، لأنني ظننته "يعلّي على سخريتي بسخرية أعلى من سخريتها"، لكنني اكتشفت أنه، وبعض متابعيه، نشروا المقالة الهزلية بحماس شديد، وفين وفين حتى قالت له متابعة على استحياء "مش عارفة أنا فهمتها على أنها أسلوب سخرية بيسخر منه، مش بيمجد فيه، بس جايز أكون غلطانة"، فرد عليها بثقة "المهم إنه فضح عادة الإخوان القميئة في تحريف الكلام".
رده المباغت أصابني بخرس لحظي، تحول إلى خرس مؤقت، عندما وجدت سيساوياً آخر، يشارك المقالة كاتباً "إلى كل من يكرهون الرئيس المحترم، عبد الفتاح السيسي، انتبهوا، فالعالم كله يحسدنا عليه، ويتمنون لو كان رئيساً لهم، حتى انظروا ماذا قال عبد الفتاح السيسي لأوباما في الاجتماع الأخير بأميركا".
أعترف أنني وقفت مذهولاً أمام كلماته، باحثاً عن علامة تعجب هنا، أو "سمايلي فيس" هناك، وحين لم أجد سكة لفهم الكلام بوصفه سخرية، دخلت على صفحة الأخ للتأكد من كونه شخصية حقيقية، وغير مدسوسة على أنصار القائد البطل الملهم، لأجد أن صفحته متخمة بتمجيد السيسي، والتهليل له، ووجدته، كعادة كثيرين من ضحايا المخمضة، قابلاً لتصديق أي شيء، بدليل أن الموضوع السابق الذي قام بمشاركته يحمل عنوان "قصة حب بين أميركية وحمار تنتهي بالزواج". وقد اختار أن يعلق عليه كاتباً: "الحمد لله على نعمة الإسلام".
في السياق نفسه، كتب مؤيدون للسيسي من الذين نشروا المقالة عباراتٍ مدهشة، اخترت لك من بينها: "افهموا يا خرفان، يا ولاد الجزمة، افرمهم يا سيسي"، "افتتاحية أسطورية لازم تكون فخور بالسيسي"، "على العقلاء قراءة المقال"، "استحلفكم بالله أن تقرأوا هذا المقال، فعلاً ارفع رأسك فوق انت مصري"، "لسه واللي جاي أحسن كتير"، "هكذا يكون الزعيم"، "من أجمل ما كتب عن السيسي، لا ومن مين من بلال فضل". أما التعليق الذي كاد يصيبني بخرس دائم من فرط الضحك، فقد كان لسيساوي "عُقر"، قرر أن يخاطب الغرب فنشر المقالة مصحوبة بعبارة "فيري امبورتانت".
أما على الجبهة المرساوية، فقد أرسل أخ يعمل في شركة كبرى خارج مصر، يسألني بجدية عن رابط المقال الذي ترجمته، لأنه يشك في أن "نيويورك تايمز" تمدح السيسي، في حين كتب آخرون "أنت منافق أكثر من غيرك، هل يعقل أن جريدة كبيرة تكتب هذا الكلام الفاضي، ده ما تقولوش واحدة بتحب واحد"، "لكل المغيبين ها هي أم الصحف الأميركية تسخر من السيسي، وتتريق على كذبه وشخصيته"، "همّا الأمريكان دول بيفهموا يعني.. عالم ما عندهاش دم"، "هو السيسي اشترى نيويورك تايمز ولا إيه؟ بلال فضل ده متواطئ بدرجة امتياز"، "كاذبون كاذبون أوفر أوي الكلام ده ولا رأفت الهجان".
أما التعليق الذي أفحمني، فصرت لا أعرف هل أضحك أم أبكي أم ألطم على صداغي بحجرين، هو تعليق محايد فلسفي تأملي، كتبه برنس حقيقي، يعيش في عالم يخصه وحده، حيث قام بمشاركة المقالة بعد أن كتب "سبحان الله، حتى الترجمة مختلفين فيها.. اللهم اجمع شمل المصريين". وهي عبارة ستلازمني ما حييت، ليس لتركيبتها السيموطيقية المذهلة، بل لأنها ستظل تذكرني بأنني كنت، ذات يوم، كاتباً هادفاً، مثلت كتابته عظة لواحد من خلق الله.
يا خفي الألطاف، نجنا مما نخاف. -
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://news2000.yoo7.com
 
بلال فضل يكتب: آخرة "المخمضة"!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
العالم الان :: مقالات :: مقالات سياسية-
انتقل الى: